الصفحات

التلقيح (التطعيم)



ما هي عملية التلقيح (التطعيم)؟





التلقيح هو عملية تعريض الجسم للجراثيم أو الفيروسات المسببة للإنتانات بعد إضعافها أو قتلها، أو لأحد منتجاتها ، بهدف إحداث إستجابة مناعية، تلك الاستجابة التي يقوم الجسم بواسطتها بالتصدي لأي هجوم جرثومي فيما بعد. غالباً ما تتم عملية التلقيح عن طريق الحقن من خلال الجلد باستثناء لقاح شلل الأطفال الذي يُعطى عن طريق الفم.




يلعب التلقيح دوراً هاماً في تقليل نسبة الإصابة بالأمراض الإنتانية وكذلك الوفيات، وخصوصاً عند الأطفال الصغار (أقل من 5 سنوات).




ما الفرق بين المناعة الطبيعية والمكتسبة؟



يكمن الفرق بينهما في طريقة اكتساب كل منهما, فالمناعة الطبيعية تتكون بعد تعرض الجسم للجرثوم ومحاربته, أما المناعة المكتسبة فتتكون بعد عملية التلقيح. وبالنسبة للجهاز المناعي فالنتيجة متشابهة وهي أنه يصبح مستعداً لمواجهة الجرثوم وذلك بإنتاج الأجسام المضادة التي تساعد في القضاء عليه كلما قام بمهاجمة الجسم مستقبلا.




كما يكون قادراً على إنتاج المزيد من الأجسام المضادة إذا ما استلزم الأمر. إلا أن اكتساب المناعة الطبيعية عن طريق التعرض للجرثوم قد يُعرِّض الفرد لصعوبات مرضية تختلف حدتها وخطورتها باختلاف المرض.




هل تصل درجة المناعة المكتسبة عن طريق التلقيح إلى 100%؟



قد تصل فعالية اللقاحات المتوفرة حالياًً من 85 - 95% لدى الأشخاص الذين يتناولونها ولا تصل إلى 100%. كما تُحتمل إصابة بعض الأشخاص بالمرض رغم تناول اللقاح المضاد, إلا أن حدته تكون أقل بكثير مقارنة مع المصابين الذين لم يتناولوا اللقاح المضاد.





لماذا تختلف اللقاحات بعدد الحُقن المطلوب لكل منها؟



قد تستلزم بعض اللقاحات عدة جرعات للحصول على الدرجة القصوى من المناعة المكتسبة تبعاً لنوع اللقاح المستخدم, حتى أن بعض الأشخاص لا يحصلون على تلك الدرجة من المناعة إلا بعد تناولهم للجرعة الأخيرة.




كم تستمر مدة المناعة المكتسبة؟


المناعة المكتسبة عن طريق التلقيح قد لا تستمر مدى الحياة ويقل تأثيرها بمرور الزمن وهنا يحتاج الجسم إلى جرعات منشِّطة من وقت إلى آخر لحل المشكلة كما هي الحال مع لقاح الكزاز Tetanus مثلاً. ومن جهة أخرى هناك بعض اللقاحات التي تؤدي إلى مناعة مكتسبة تدوم مدى الحياة مثل لقاح الحصبة Measlesولقاح التهاب الكبد الوبائي ب Hepatitis B.





ما هي أنواع اللقاحات المستخدمة حالياً؟



تقع اللقاحات المستخدمة في الوقت الحالي ضمن أربعة أنواع:



1. اللقاحات الحاوية على جراثيم أو فيروسات حيّة أو مُضعَّفة: يؤدي استخدام هذه اللقاحات إلى استجابة مناعية قوية بحيث تكون جرعة واحدة من اللقاح كافية أحياناً للحصول على مناعة مكتسبة مدى الحياة كما يحدث مع لقاح الحصبة Measles, النكاف Mumps, جدري الماء.Varicella (chickenpox)



2. اللقاحات الحاوية على جراثيم أو فيروسات خاملة (مقتولة): مثل لقاح شلل الأطفال Polio الذي يُعطى عن طريق الحقن.



3. اللقاحات الحاوية على ذيفان Toxin مُضعّف: تعتمد تلك اللقاحات على الذيفان الجرثومي, بعد جعله خاملاً, لتحفيز الجهاز المناعي ضده. والذيفان عبارة عن مادة سامة تطلقها بعض أنواع البكتيريا لدى مهاجمتها الجسم كما هي الحال مع بكتيريا الدفتيريا والكزاز.



4. اللقاحات الحاوية على أجزاء من الجراثيم أو الفيروسات:تتميز بسمية قليلة وبقوة كبيرة في تحفيز الجهاز المناعي ضدها مثل لقاح التهاب الكبد الوبائي ب واللقاح ضد المُستدمية النََزلية Hemophilus influenzae type b.




ما هي الأعراض الجانبية المتوقعة من عملية التلقيح؟



غالبا ما تتم عملية التلقيح بسلام أو قد تؤدي إلى أعراض جانبية موضعية خفيفة مثل احمرار وانتفاخ موضع الحقن, وقد تؤدي إلى حدوث حرارة وطفح جلدي. وفي ظروف نادرة قد ينتج عنها أعراض خطيرة مثل تحفيز حدوث نوبات الصرع أو حدوث الحساسية المفرطة التي تهدد الحياة.





في أي مرحلة عمرية ينبغي البدء بعملية التلقيح؟


تبدأ عملية التلقيح لدى الأطفال بعد الولادة أو عندما يبلغ الطفل الشهرين من العمر, وذلك حسب برامج متعارف عليها دولياً قد تختلف قليلاً من دولة إلى أخرى, ولكنها لا تقتصر على الأطفال فهناك برامج خاصة بالمراهقين و الكبار أيضاً. ومن الضروري الاحتفاظ بسجل لتاريخ اللقاحات التي يتناولها الفرد.




هل هناك حالات معينة ينبغي من أجلها تأجيل أو إلغاء عملية التلقيح؟


ينبغي تأجيل عملية التلقيح إذا كان الشخص يعاني من حالة مرضية حادة مصحوبة بحرارة فمن الأفضل الانتظار حتى يزول المرض, هناك أيضاً بعض الحالات الصحية التي تتعارض مع بعض اللقاحات فمثلا إذا كان الشخص يعاني من حساسية شديدة مهددة للحياة تحدث بسبب تناول البيض فينبغي ألا يتناول لقاح الحصبة (الذي يُستخدم البيض في إحدى مراحل تحضيره) إلا تحت ظروف معينة ويتم عندها تقييم الحالات كل على حدة.




هناك أيضا حالات صحية معينة تؤدي إلى نقص في المناعة لدى بعض الأشخاص فهؤلاء ينبغي ألا يتناولوا اللقاحات ذات المحتوى الجرثومي الحيّ- المُضعَّف لأنها قد تؤدي إلى إحداث المرض لديهم.



هل يمكن للمرأة الحامل أو المرضع أن تتناول أي من اللقاحات؟


القاعدة العامة تقتضي بعدم تعريض المرأة الحامل أو المرضع لأي من اللقاحات إلا في حالات معينة يتم تقييمها من خلال الطبيب الذي ينبغي أن يوازن بين المنافع المرجوة والمخاطر المحتملة.




ما هي حقيقة العلاقة بين بعض أنواع اللقاحات و حدوث الاضطرابات النفسية لدى الأطفال؟
هناك بعض الدراسات التي ربطت بين بعض أنواع اللقاحات و حدوث الاضطراب النفسي الذي يُعرف باسم التوحد وبعض الاضطرابات الاجتماعية والتَّعَلُّمية الأخرى, إلا أن التقييم العلمي لم يثبت وجود مثل هذه العلاقة مع أن الكثير من الأهالي ما زالوا يرفضون تطعيم أبنائهم.



ومن الجدير بالذكر أن بعض المنظمات الدولية والأمريكية (منظمة الصحة والغذاء Food and Drug Administration بالتعاون مع مركز مراقبة المرض Center of Disease Control والمعهد الوطني الأمريكي للصحة National Institute of Health) تقوم بعملية تقييم مستمرة لمراقبة فعالية وسلامة اللقاحات الجديد منها والقديم أيضاً.







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق